قصّة سيّدنا إبراهيم مع قومه
وقال أهل السيرة: آزر هو اسمٌ كان ينادي به إبراهيم أباه، بمعنى يا شيخ أو يا مخرِّف؛ حيث ذكر القرآن الكريم قصّة سيدنا إبراهيم عليه السلام مع قومه عندما دعاهم إلى عبادة الله، وترك عبادة الأصنام لكنّهم رفضوا دعوته متمسّكين بدين آبائهم ظنّاً منهم أنّها تقضي حوائجهم، فانتهز إبراهيم عليه السلام في أحد الأيّام الفرصة عندما كان قومه يحتفلون بالعيد، فذهب إلى المعبد وقام بكسر جميع الأصنام باستثناء أكبرهم، ووضع الفأس في رقبته، فعندما عاد القوم ذهبوا إلى المعبد ووجدوا الأصنام محطّمةً عدا الصّنم الأكبر، فجاؤوا بسيّدنا إبراهيم فسألوه هل أنت من حطّم الأصنام؟ فقال لهم: اسألوا الصنم فقالوا له هو لا ينطق ولا يسمع، فكيف تأمرنا بسؤاله؟!! فعرفوا بعدها بأنّه هو من قام بتكسير الأصنام، فأرادوا أن ينتقموا منه عن طريق حرقه في النار، ولكنّ الله جعل النّار برداً وسلاماً على سيّدنا إبراهيم؛ حيث ظلّت النار مشتعلةً عدّة أيّام دون أن يحترق منه شيء سوى القيود التي قيّدوه فيها، وحين انطفأت النار خرج سيدنا إبراهيم سالماً لم يمسّه شيء.
قصّة سيّدنا إبراهيم مع النّمرود
عندما انتشرت قصّة سيّدنا إبراهيم مع قومه وتحدّث النّاس عنها، أراد الملك النّمرود أن يجادل إبراهيم في دعوته: فسأله الملك: من ربّك؟ فقال إبراهيم مجيبًا: {ربّي الذي يحيي ويميت} فقال الملك: {أنا أحيي وأميت} حينها أمر الملك جنوده بإحضار رجلين من المساجين، فأمر بقتل أحدهما وترك الآخر، ثمّ نظر إلى إبراهيم وقال له: ها أنا ذا أحيي وأميت، قتلت رجلاً، وتركت آخراً!!
فقال له إبراهيم عليه السلام: {فإنّ الله يأتي بالشمس من المشرق فأتِ بها من المغرب} فسكت النّمرود واعترف بعجزه أمام سيّدنا إبراهيم عليه السلام.
هجرة سيّدنا إبراهيم
قرّر إبراهيم عليه السلام الهجرة مع زوجته سارة وابن أخيه لوط الّذيْن لم يؤمن أحدٌ سواهما من المدينة، فذهب إلى فلسطين بالقرب من قرية أربع والتي نشأت فيها مدينة الخليل المحتوية على الحرم الإبراهيمي، ويُعتقد بأنّه دفن فيها بعد ذلك.
ثمّ هاجر الى مصر بسبب القحط في فلسطين، وتزوّج هناك هاجر، وأنجب منها إسماعيل وهو بالسادسة والثمانين من العمر، أمّا سارة فأنجب منها إسحاق، وكلاهما من الأنبياء
زوجات إبراهيم عليه السلام وقصة ماء الزمزم
كما نعلم بأن سيدنا إبراهيم كان له زوجتان من الناس ، كما أنه أجنب من كل واحده ولد ، فكان إبنه إسحاق من زوجته سارة ، أما إبنه إسماعيل فكان من زوجته هاجر .
كانت أم النبي إسماعيل إمرأة عبرية ، كما أنها مذكورة في كتب بني إسرائيل ، واختصها الله لتكون من أطهر نساء الأرض ، وتتزوج نبي الله إبراهيم وتنجب منه نبي الله إسماعيل عليهما السلام .
وذكرت كتب اليهود أن السيدة هاجر عليها السلام كانت جارية مصرية ، كما أن بعض الكتب نفت أن تكون جارية وقالت بأنها كانت أميرة ، وكانت إبنة فرعون مصر ، بينما ذكرت كتب أخرى بأنها كانت إبنة أحد الملوك الكنعانين ، والذي قتل على يد الفراعنة ووقعت إبنته في الأسر ، فأخذها الملك الفرعوني وأهداها إلى زوحة نبي الله إبراهيم سارة ، فقد كانت في يوم ما قد دعت على هذا الفرعون أن يصيبه الشلل ، وبالفعل شلت يده ، ولكنه حاول أن يستسمحها ، ويطلب منها الغفران فأهدها هاجر، ودعت السيدة سارة الله أن يشفيه ، وشفا الله يده .
قامت هاجر يتزويجها إلى زوجها نبي الله إبراهيم عليه السلام لأنها كانت كبيرة في السن ، فقد كانت بالغة لسن اليأس لا تستطيع الانجاب ، ولطالما أراد نبي الله إبراهيم طفلاً يخلف في النبوة ، وبالفعل تزوجها نبي الله وأنجبت له نبي الله إسماعيل عليه السلام .
ولكن سارة كانت تغار من هاجر بصور كبيرة لأنها أنجبت ولداً ، وكان نبي الله إبراهيم يدعو الله دوماً على أن يعينه على العدل بين زوجتيه ، وإذا الله يبشر إبراهيم بولد آخر من زوجته سارة ، وهو إسحاق ، وكان هذا بعد أن أصبح عمر إسماعيل خمسة سنوات .
ومن أجل الحد من المشاكل بين الزوجتين أمر الله إبراهيم بأن يأخذ هاجر وإبنها إلى مكان بعيد عن سارة وإبنها ، وبالفعل فعل ما طلب منه الله ، وحمل إبراهيم ولده ومشت معه زوجته هاجر ، فأصبح إبراهيم كلما مر على مكان به نخيل وزع يقول هنا يارب ، وإذا بجبريل يقول له إمضي يا إبراهيم .
بقي إبراهيم يمشي هو وزوجته هاجر إلا أن وصلا إلى مكة المكرمة ، وكانا قد أخذا بعض التمر والماء في الطريق ، ولكن عندما وصلا إلى هناك وطلب جبريل منه أن يتركهما هنا ، كان قد تبقى معها القليل من التمر والماء ، فوضع إبراهيم ولد وتركهما هناك ، ولكن هاجر كانت خائفة ، وطلبت منه أن يبقى ، ولكن سيدنا إبراهيم أخبرها أن الله سوف يرعاها هي وطفلها .
صمتت هاجر لأنها واثقة بقدرة الله وحكمته ، ولكن اشتد الحر عليها وعلى طفلها ، ونفذت المياه التي كانت بصحبتها ، والتمر أيضاً ، وعطش سيدنا إسماعيل عليه السلام ، وبدأ بالبكاء ، وما كان من أمه سوى أن تبدأ بالجري في المكان ، فتارة تصعد على جبل المروة لتنظر من حولها لعلها تجد من يساعدها ، وتارة أخرى تصعد جبل الصفا ، ولكنها لم تجد شيئاً ، وبدأت تجري من هنا لهناك تبحث عن ماء لطفلها .
وصل بها الحال أن أصبحت متعبة تعباً شديداً فنظرت من تحت أقدام طفلها إسماعيل فإذا بالماء يتدفق من تحتها ، وكانت تشرب وتسقي طفلها وتقول له زمزم ، أصبح هذا الماء ماءً مباركاً اليوم ، وأصبح الجميع يشرب منه طالباً الشفاء من الله سبحانه وتعالى ، وأن يعوضهما كما عوض السيدة هاجر .
قصّة سيّدنا إبراهيم مع ابنه إسماعيل
عندما أصبح إسماعيل شاباً رأى سيّدنا إبراهيم في منامه أنّه يذبح ابنه، وبما أنّ رؤيا الأنبياء حقٌّ امتثل إلى أمر الله تعالى وذهب الى ابنه اسماعيل وعرض عليه الرؤيا فقال له إسماعيل: "قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين"، وعندما جاء ليمتثل إلى أمر الله ، وأراد أن يذبح ابنه، قام بوضع ابنه على الأرض حتّى التصق جبين إسماعيل بها، وهمّ بذبحه ولكنّ السكين لم تقطع وتنحر سيّدنا إسماعيل، وحينها جاء فرج من الله، بنزول الملك جبريل بكبش فداء لإسماعيل، قال تعالى: {وفديناه بذبح عظيم}، فجاءت سنّة الذبح والنّحر الّتي أصبحت سنّة للمسلمين كافّة، يؤدّونها في الحج عند البيت الحرام وكذلك بقيّة المسلمين في أيّام عيد الاضحى.
0 تعليقات على " قصة إبراهيم عليه السلام-مجلة همسات شتاء "
إرسال تعليقات