-->

لايك لصفحتنا فيس بوك

الجمعة، 8 سبتمبر 2017



صالح -عليه السلام-

هو أحد أنبياء الله الذي أرسل للدعوة إلى توحيد الله وعبادته، وقد ذكرت قصة صالح مع قومه ثمود في سورة الشعراء في القرآن الكريم، ويعتبر قوم ثمود أحد القبائل العربية التي تنحدر من أصل أولاد سام بن نوح. قصة صالح مع قومه أرسل صالح -عليه السلام- إلى قبيلة ثمود، وهي قبيلة عربية كانت تسكن الحجب ما بين الحجاز وتبوت، وكانوا من عبدة الأصنام، ولا يؤمنون بالله سبحانه وتعالى، وكانوا في ضلال كبير، واجتمع بهم سيدنا صالح -عليه السلام-، ودعاهم إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام، فرفضوا ذلك لأنهم لا يريدون ترك ما عبده آباؤهم وأجدادهم، وأصرّ عليهم وذكر لهم أن يعبدوا رب الناس الذي ينفعهم ويرزقهم، والذي جعلهم خلفاء من بعد قوم عاد، وذكرهم بنعم الله عليهم، فعندها كذبوه واتهموه بالجنون والسحر، فعندها قال لهم بأنه لا يريد منهم سوى الإيمان، وأنه رسولٌ من الله.



معجزة صالح عليه السلام 

طلب قوم ثمود من سيدنا صالح معجزةً تصدق رسالته وتظهر صدقه، وعندها سألهم صالح عن المعجزة التي يريدونها، فأشاروا إلى صخرة كبيرة قريبة من المكان، وطلبوا من صالح أن يخرج من هذه الصخرة ناقة، وأخذوا يضعون شروطاً تعجيزية في مواصفات الناقة، فذهب صالح بعد ذلك إلى المصلى ودعا الله أن يخرج من الصخرة ناقة. وبعد ذلك خرجت من الصخرة ناقة وفق شروطهم وأمام أعينهم، فتعجب القوم وآمن بعضهم بصالح وهم قلة، والأكثرية استمرت في كفرها، وطلب من قومه أن يتركوا الناقة تشرب من البئر يوماً ثم يشربون منها في اليوم التالي وهكذا، وطلب منهم أن تبقى الناقة بينهم، وأصبحت الناقة تشرب يوماً من البئر، وفي اليوم التالي يأخذ القوم حاجتهم من ماء البئر، واستمروا على هذا الحال وهم يشربون من لبن الناقة.


 قوم سيدنا صالح عليه السلام

 لقد كانت قبيلة ثمود -التي منها سيدنا صالح- تعمل بالزراعة وحفر الآبار وبناء البيوت في الجبال، وقد بارك الله تعالى في كل ما يعملون، مما جعلهم ينعمون بالسلام، ولكنهم بدلاً من أن يحمدوا الله تعالى ويعبدوه وحده اتجهوا إلى عبادة الأوثان وعصيان الله تعالى، وفي تلك الفترة كان سيدنا صالح رجلاً طيِّباً وصاحب أخلاقٍ فاضلةٍ، وقد كان الناس يحبونه كثيراً ومنهم من توقّع أن يقود قبيلة ثمود يوماً ما.


اختار الله تعالى سيدنا صالحاً ليكون رسولاً لقبيلة ثمود وينهاهم عن عبادة الأصنام والعودة إلى عبادة الله تعالى وحده، وكان يعلم سيدنا صالح أنَّ هذا الأمر صعب جداً بسبب تعلّق أبناء القبيلة بعبادة الأصنام والأوثان من زمن أجدادهم.

ذهب نبي الله صالح في أحد الأيام إلى جماعةٍ من القبيلة يعبدون صخرةً ويتقربون إليها، وهذه الصخرة مقدّسة بالنسبة إليهم؛ لأن آباءهم عبدوها وقرّبوا لها القرابين وكذلك هم فعلوا، وأخذ سيدنا صالِح يدعوهم إلى عبادة الله تعالى وحده من دون هذه المخلوقات، فطلبوا منه دليلاً على صدق نبوته، وهو أن يخرِج من هذه الصخرة ناقةً عشراء ( أي تحمل في بطنها حملاً)، وتعهّد لهم صالح عليه السلام بقدرة الله تعالى على ذلك واللقاء في اليوم التالي عند الصخرة.

 في اليوم التالي دعا صالح ربه أن يُخرِج من الصخرةِ ناقةً عشراء لتكون دليلاً على صدق نبوته، وقد اجتمعت قبيلة ثمود بأكملها عند الجبل لترى ما سيحصل مع صالح، ثم أخرج الله تعالى الناقة من بين الصخور وكانت مثل ما طلب كفار قوم ثمود، فآمن الكثير منهم لكن بقيت فئةٌ ضالةٌ معاندة لله تعالى.

طلب سيدنا صالح من قوم ثمود ترك الناقة وحملها وعدم مسها بسوءٍ، وفعلاً كانت الناقة تتغذى على المحاصيل وتشرب من العيون متى شاءت وكيفما شاءت، ولكن تآمرت جماعةٌ كافرةٌ على التخص من الناقة؛ لأنها أصبحت رمزاً للمحبة والسلام ولدين سيدنا صالح وفي صباح أحد الأيام استطاعت هذه الفئة أن تقتل الناقة وحملها الوديع.

وعدهم سيدنا صالح بالعذاب الأليم، وقال لهم: تمتعوا في داركم ثلاثة أيامٍ فقط، وفي هذه الفترة كانت الجماعة تخطط لقتل سيدنا صالح وعائلته، ولكن قبل أن ينفِّذوا خطتهم امتلأت السماء بالغيوم السوداء وحجبت الإنارة وكل شيءٍ في السماء، وأصبح الظلام الشديد يخيم، وفي منتصف الليل استيقظ القوم على صيحةٍ مدوية قتلت الكفرة جميعاً ولم ينجُ منهم سوى سيدنا صالح ومن آمن معه.


هلاك قوم صالح 

في أحد الأيام اجتمع القوم لمناقشة شأن الناقة، فتحاوروا حول قتلها أو إبقائها، ورفض بعضهم قتلها خوفاً من العقاب، وبعد ذلك قرروا نقلها، واجتمع تسعة من الرجال، وقتلوا الناقة ومن ثم قتلوا ولد الناقة، ووصل الخبر إلى صالح -عليه السلام-، وحذرهم من عذاب شديد من الله بعد ثلاثة أيام من معرفته الخبر، وأصبحوا يستهزئون بكلام صالح ولم يصدقوه، فقرروا الانتقام من صالح وقتله، وقد حلّ العذاب بالتسعة الذين قتلوا الناقة بإرسال حجارة عليهم، وذلك قبل أن يهلك الله قومهم. وفي الموعد الذي حدده صالح أي بعد ثلاثة أيام، في أول يوم كانت وجوهم مسفرة، وفي اليوم الثاني كانت وجوههم محمرة، وفي يوم السبت الثالث أصبحت وجوههم مسودة، فلما جاءت صبيحة يوم الأحد جلسوا ينتظرون العذاب المقرر لهم، فعندما خرجت الشمس جاءت صيحة من السماء ورجفة في الأرض من تحتهم، فهلكوا وكان ذلك عقاب عنادهم على الكفر.

«إضغط هنا» «لإكمال قرآءة ما هو عذاب قوم صالح»

0 تعليقات على " قصة صالح عليه السلام-مجلة همسات شتاء "

إرسال تعليقات

جميع الحقوق محفوظة ل مجلة همسات شتاء